شعر النكبة

شعر النكبة

ستون عاماً

ستون عاماً
والدماء تنزُّ من جرح النخيلِ
ولم تزلْ رغم العواصف واقفهْ
تمتدُّ نحَو الشمسِ
تُشرِعُ في المدىَ
بيضَ الصنائعِ
خضرَ المرابعِ
سودَ الوقائع
حمرَ المواضي
ذاك ماضي .. يهمسُ المتشائلُ
اركض برجلك واكسرنْ فينا رخامَ الأضرحةْ
واجلب بخيلك وامتشقْ سيفَ الأماني المفرحةْ
...................
ستون عاماً .. يا فلسطين ... يا مهجة الروحِ
ويا عذاباتِ السنين
ما ازال شدو بلابل الدوحِ المعنّى
ملء أسماعِ الزمنْ
ودماءُ خالدَ والمثنى في شرايين الوطنْ
والتين والزيتون والطابونْ
وأنينِ لحنِ الياسمين
صوتٌ يدوي في المدى إنا لتربك عائدون

......................
ستون عاماً
والمفاتيح العتيقة .. فوق صدر العاشقينَ
قلادةٌ قدسيةٌ تأبى الفناء
والجَدُّ يرفع كفه متضرعاً نحو السماء
يا رب حنت للرجوع أضالعي
والروح تاقت للقاء
هذي وصية جدنا .. والجبهة الشماء تشرقُ كالضّياءْ
إنا رفضنا الانحناء
سنعود يا ولدي لأرض الأنبياء
سنعود للأقصى .. وذا وعدُ السماء
...................
ستون عاماً
والسنابل شامخاتٌ شاخصات للعلا
ملأى بأنات الثكالى والعصافير
التي تبكي على قدم الرياح وتستَجيرُ ولا مجيرْ
إلاك يا غوثي فقد دفن الضميرْ
خلت الديار فلا نصيرٌ يرتجى
إلا قناديلُ الشهادةِ مسرجاتٌ
بالإرادةِ والدماء الغالياتْ
فدعوا السباتِ وأسرجوا
صهوات خيل الله نحو الانتصارْ
..................
ستون عاماً
والبيارق مشرعاتٌ في البيادر لم تنكّسْ
وتحركت كالطود كالبركان كالطوفان
كتائب الزحف المقدس
ستون عاماً
والصوارمُ غادرت غمد الهزائمِ
والأجنة غادرت رحم الحمائمْ
وتعملقت فيها الخوافي والقوادم
قد حلقت في أفق أمتنا الفوارسُ والنوارسُ
والبنود الخافقات على روابي العز
ما زالت ترفرفُ رغم هوجِ الريح في سود الغمائم
لم تسقط القلاع لم تهدم الحصون
جذورنا في أرضنا والقدس في العيون
فلتفرحوا بحصادكم يا سادتي العلماء
نواركم قد أثمرا وصبحكم قد أسفرا
وفي ربوع أرضنا بستانكم قد أزهرا
فلتهنئوا بغراسكم يا أيها الشهداء